منظومة السيوطي -رحمه الله- في المجددين، المسماة: «تحفة المهتدين بأخبار المجددين»

ضمنها أسماءهم -كما يرى- من المائة الأولى إلى زمنه، طامحًا أن يكون مجدد المائة التاسعة، وكان قد ادعى الاجتهاد المطلق، وأنكر عليه بعض معاصريه.. ولا أستبعد أن يكون.. قال -وقد توفي سنة 911-:

الحمد لله العظيم المنة

  المانح الفضل لأهل السنة
ثم الصلاة والسلام نلتمس   على نبي دينه لا يندرس
لقد أتى في خبر مشتهر   رواه كل حافظ معتبر
بأنه في رأس كل مائةِ   يبعث ربنا لهذي الأمةِ
منًّا عليها عالما يجدد   دين الهدى لأنه مجتهد
فكان عند المائة الأولى عمر   خليفة العدل بإجماع وقر
والشافعي كان عند الثانية   لما له من العلوم السامية
وابن سريجٍ ثالث الأئمة   الإسفراييني خلف قد حكوا
والباقلاني رابع أو سهل أو   والأشعري عده من أمَّه
والخامس الحبر هو الغزالي   وعده ما فيه من جدال

والسادس الفخر الإمام الرازي

  والرافعي مثله يوازي
والسابع الراقي إلى المراقي   ابن دقيق العيد باتفاق
والثامن الحبر هو البلقيني   أو حافظ الأنام زين الدين
والشرط في ذلك أن تمضي المائة   وهو على حياته بين الفئة
يشار بالعلم إلى مقامه   وينصر السنة في كلامه
وأن يكون جامعا لكل فن   وأن يعم علمه أهل الزمن
وأن يكون في حديث قد روي   من أهل بيت المصطفى وقد قوي
وكونه فردا هو المشهور   قد نطق الحديث والجمهور
وهذه تاسعة المئين قد   أتت ولا يخلف ما الهادي وعد
وقد رجوت أنني المجدد   فيها ففضل الله ليس يجحد
وآخر المئين فيما يأتي   عيسى نبي الله ذو الآيات
يجدد الدين لهذي الأمة   وفي الصلاة بعضنا قد أمه
مقررا لشرعنا ويحكم   بحكمنا إذ في السماء يعلم
وبعده لم يبق من مجدد   ويرفع القرآن مثل ما بدي
وتكثر الأشرار والإضاعة   من رفعه إلى قيام الساعة
وأحمد الله على ما علما   وما جلا من الخفا وأنعما
مصليا على نبي الرحمة  

والآل مع أصحابه المكرمة

  • المؤلف
  • عدد النسخ
  • تاريخ
  • السعر ريال سعودى