وداعًا الأندية الشعبية .. بقلم عبد المنعم عمارة

وداعًا الأندية الشعبية

كتبت أكثر من مرة عن موضوع يسأل: هل هناك أزمة ثقة بين الحكومات والشعوب؟ هي أزمة عالمية موجودة في كل دول العالم كبيرها وصغيرها مش بلدنا فقط.

لدينا عدم ثقة في كل شيء، في أنفسنا، في وزرائنا، في محافظينا. أحزن كثيراً عندما أري كل ذلك في عيون المصريين وأراه يتردد علي ألسنتهم.

خليني أضرب لك مثالا أو مثالين:

لا تسمع كلمة طيبة عن هيئة الأرصاد في مصر، تقول لمواطن: الأرصاد تقول الجو باكر بارد. يرد: لا تصدق سيكون حارا، مثلاً مثلاً قالوا من يومين إن الجو في مصر أيام الأربعاء والخميس والجمعة سيكون فيه أمطار علي الوجه البحري والقاهرة، والسواحل الشمالية، وهناك انخفاض في الحرارة، وكثير من السحب والسماء لن تكون صافية.. قال لي صديق إزاي الحال؟ الجو هذه الأيام زي الفل ولا حاجة مما قالته الأرصاد صحيح.

خذ عندك: تسمع درجات الحرارة في محطات الإذاعة مختلفة، لا توجد أرقام في محطة كما المحطة الأخري.. تسألهم؟ يقولون هذه أرقام الأرصاد وليست أرقامنا.

إذن عدم الثقة مع الأرصاد ستكون مستمرة ما دامت لم تستطع أن تكسب ثقة المواطنين.

خذ عندك شركة مصر للطيران التي أراها من أفضل شركات العالم، كثيرون لا يرضون عنها، لماذا؟ مثلاً مصر للطيران كان الإقبال عليها شديداً عندما كانت تسمح لكل راكب بعدد ٢ حقيبة. ثم ألغوا القرار واكتفوا بحقيبة واحدة فقط.

ثم جاء قرار آخر وهو إلغاء نظام التعلية؛ حيث كانت شركة مصر للطيران تطبق هذا النظام منذ بداياتها، ومنذ عهد المهندس فهيم ريان ألغوا النظام حتي علي الوزراء الحاليين والوزراء والمحافظين والمسؤولين الكبار السابقين، أيامها كانت درجة رجال الأعمال مشغولة، خاصة أن التعلية كانت تدفع بالدولار، بعد القرار جميع طائرات مصر للطيران درجة رجال الأعمال شاغرة للأسف.

أعزائي القراء ، لعلكم تلمسون أزمة عدم الثقة هذه لدي الجميع.. إذا تحدثت عن الصحة يقولون وإزاي حال المستشفيات؟، في التعليم إزاي حال المدارس والمدرسين؟ في النقل كيف حال القطارات؟، في الزراعة.. يردون: كيف حال الأسعار؟ في الإسكان إزاي حال أسعار الشقق؟.. تخسر لو تحاورت مع أي مصري في أي شأن بشأن المصالح الحكومية.

ويتبقي السؤال:

هل الأزمة قديمة وطويلة ومستمرة؟ نعم لها سنوات كثيرة سابقة وسيكون لها أعوام أكثر قادمة.

إذن.. هل هناك أمل في سنة ما، في يوم ما، في شهر ما، في أن تختفي أزمة الثقة هذه؟ .... أترك لكم الإجابة.


بقلم / عبد المنعم عماره


تواصل مع فريق عمل أثر بالضغط هنا.