مواجهة جادة لمخاطر التدخين والإدمان

مواجهة جادة لمخاطر التدخين والإدمان

مشكلة التدخين وتعاطى المخدرات بأنواعها خاصة بين الشباب باتت من أخطر المشكلات التي تلقى التشجيع والتعاون الدولي على صعيد تبادل الخبرات التربوية والنفسية أو عبر تقديم الدعم المباشر من المبادرات التي تطلقها الحكومات أو منظمات المجتمع المدني فى التعامل مع تلك الظاهرة والسعي للحد منها.

لكن الفترة الأخيرة شهدت تغييرات عند الشباب، وأصبح الخطاب الذى يدعو لمكافحة التدخين وتعاطى المخدرات خطابا لا يتماشى مع المعطيات الجديدة فى الحياة.

فمن الوسائل التي أصبحت من مكونات التربية المدنية هي إشراك الشباب أنفسهم فى الجهود المتنوعة لمكافحة هذه الظاهرة فى الدوائر التي ينتمون إليها أو يتواجدون بها، مثل المدارس والجامعات ومراكز الشباب والأندية، أو من الحفلات المنزلية التي تعد من أخطر أماكن التعاطي.

وهذه الوسائل تقوم على تحويل هؤلاء الشباب من مجرد فئة مستهدفة فى التوعية أو موضوع لحملات التوعية حول أخطار التدخين والإدمان إلى نشطاء ومنظمين وقادة لمثل هذه الحملات والجهود ذات الطابع الدائم والمؤسسي والتي تستهدف الحد من هذه الظاهرة.

وتحقق عدة أهداف أفضل من التركيز على العقوبات التي نشاهدها فى وسائل الإعلام المختلفة، فمثلا يجب أن نبدأ بالاستفادة من جهد الشباب أنفسهم وارتفاع قدرتهم على التأثير فى أقرانهم لقربهم من ذات السن والذهنية، بمعنى توظيف المدرسة كإحدى مؤسسات التنشئة الاجتماعية لصالح جهود مكافحة التدخين والإدمان؛ ما يولد لديهم الإحساس بالمسئولية الاجتماعية ومهارات المشاركة، وليس فقط عن طريق التعرف على أخطار التدخين والإدمان ولكن بأشكال مختلفة، وتحويل المدرسة لمركز أو مؤسسة تلعب الدور الأساسي فى درك هذا الخطر عبر توظيف دورها التعليمي والتربوي بتوفير فرص بديلة توظف وقت وطاقة الشباب فى أنشطة مفيدة.

ونظرا لطبيعة البرنامج التعليمي فى المدارس المصرية وصعوبة إضافة برامج تعليمية؛ فيجب أن نطبق أساليب تربوية جديدة من خلال نادى مكافحة التدخين وأخطار الإدمان، من خلال الأسرة ــ النادي ــ المقهى ــ الجمعية الأهلية ــ مراكز الشباب ــ المدرسة المجاورة، وبذلك يتحول الطلبة تدريجيا لنشطاء وفاعلين وقادة فى مواجهة هذه الظاهرة.

ومن خلال برنامج تدريبي للمدرسين وتعريف المعلمين بالمهارات العملية الأساسية اللازمة لبناء حملات الدعوة وكسب التأييد فى مواجهة ظاهرة التدخين والإدمان، وكذلك مساعدة الطلبة على إنتاج وابتكار بعض الأدوات التي يستخدمونها فى حملاتهم وفق التطورات الابتكارية التي يلعب فيها الشباب دورا متميزا، وذلك باستخدام شبكة الإنترنت فى حشد وتعبئة الرأي العام والاتصال بالمؤسسات الداعمة لمحاربة الإدمان والتدخين وتنظيم استطلاعات الرأي وتدريب الطلبة على مهارات التفاوض وحل النزاعات، وإعداد الطلبة دون تدخل من أحد

كما يمكن أن تساهم وزارة الشباب والرياضة بامتداد أنشطة الأندية لمراكز الشباب والأندية الرياضية الواقعة فى نطاق المدارس المستهدفة، وتقديم التسهيلات اللازمة التي فى مقدمتها السماح باستخدام موارد وإمكانيات مراكز الشباب والأندية الرياضية لدعم أنشطة المشروع، ويجب أن يشارك فى هذه الأنشطة المجلس القومي للطفولة والأمومة كهيئة مسئولة ومعنية بصحة ومستقبل الأطفال.

كانت إحصائيات الإدمان عام 2016 قد أشارت إلى وجود نحو 250 مليون شخص فى العالم، أي نحو 5% من سكان العالم تعاطوا المخدرات غير المشروعة، أما في مصر فقد بلغ المعدل 10% من السكان، أي نحو 9 ملايين شخص، كما أن 80% من الجرائم غير المبررة تحدث تحت تأثير تعاطى المخدرات، وتعتبر هذه النسبة عالية جدا؛ حيث تشكّل ضعفي المعدلات العالمية البالغة 5%. ومن أبرز أنواع المخدرات المنتشرة فى مصر، الحشيش والبانجو والماريجوانا، بنسبة استهلاك 77%، يليها الترامادول ومشتقات الأفيون والمورفين بنسبة نحو 33% نظرا لرخص أسعاره وسهولة الحصول عليه.

الخلاصة هي أننا إن لم نواجه هذا الخطر بأفكار غير تقليدية تتناسب مع معطيات الجيل الجديد، فلن تكون للدعايات المنتشرة الآن تأثيرها الفعال فى صفوف الشباب.


بقلم / جورج إسحق


تواصل مع فريق عمل أثر بالضغط هنا.