سمنة الأطفال والشباب .. الكارثة القادمة!

سمنة الأطفال والشباب

سمنة الأطفال والشباب

على هامش مؤتمر الجمعية الأمريكية للسكر، الذى عقد مؤخرًا فى سان فرانسيسكو، تم عرض بحثين جديدين من مجموعة متميزة من أساتذة السكر فى جامعتى المنصورة والدلتا، بقيادة أ.د مجاهد أبوالمجد، وأ.د السيد عيد، وذلك تحت إشراف مباشر من أ.د أسامة حمدى، ابن المنصورة البار والأستاذ بجامعة هارفارد ومعهد جوسلين، أكبر المعاهد البحثية والتعليمية المتخصصة فى مرض السكر..

سمنة الأطفال والشباب

والبحثان هما باكورة سلسلة كبيرة من الأبحاث التى بدأت بالفعل، ومنها هذان البحثان اللذان أجريا على أكثر من 1500 طالب جامعى من طلاب جامعة الدلتا لقياس نسبة الإصابة بالسكر ومعامل الخطر للإصابة بالسكر وما قبل السكر باستخدام معامل الخطورة الفنلندى (Finish Diabetes Risk Score)، وكذلك قياس نسبة تدهن وتليف الكبد باستخدام جهاز حديث لقياس مرونة الكبد ( Vibration – Controlled Transient Elastography)

وقد أثبتت النتائج الأولية ما يلى:

1) 48% من الطلاب معرضون للإصابة بالسكر من النوع الثانى، خاصة فى الإناث بدرجات مختلفة.

2) 47.5 % من الطلاب الأصحاء ظاهريًّا يعانون من التدهن الكبدى بدرجات مختلفة.

3) 48.3 % لديهم درجات بسيطة من التليف الكبدى.

4) 8.4 % لديهم تليف كبدى متوسط.

معنى ذلك باختصار أننا أمام كارثة صحية حقيقية تخص شبابنا، تحتاج منا إلى وقفة حاسمة تستلزم تكاتف جهات كثيرة كما فعلت دول كثيرة قبلنا.

نبدأ أولًا بمعنى «معرضون للإصابة»، وهو ما نطلق عليه ما قبل السكر، ويعنى أن مستوى السكر بالدم لا يرقى لتشخيص السكر ولكنه أكبر من المستوى الطبيعى، وقد أثبتت الإحصاءات الأخيرة فى الولايات المتحدة أن ما يقرب من 84 مليون مواطن يعانون من هذه الحالة، ولا يعلم 90% منهم أنهم مصابون!!. وقد ثبت أن هناك عوامل كثيرة تؤدى إلى ذلك.

وفى مقدمتها زيادة الوزن أو السمنة وعدم ممارسة الرياضة، بالإضافة إلى وجود تاريخ عائلى للسكر والتدخين والاعتماد على الرضاعة الصناعية، وكذا إصابة الأم بسكر الحمل وغيرها.. وخطورة الإصابة بهذا المرض عند الشباب أنه من النوع الثانى وليس الأول المعتاد حدوثه فى الصغار، وقد ثبت أن مضاعفاته تكون عادة أخطر وأكثر شراسة من النوع الأول.

أما الإصابة بالتدهن الكبدى، فهو يعنى ببساطة تراكم الدهون فى خلايا الكبد، مما يؤدى إلى زيادة حجمه، وإذا استمر فقد يؤدى إلى التهاب كبدى دهنى نتيجة إفراز الخلايا الدهنية لبعض المواد المثيرة للالتهاب، وقد يتطور الأمر بالوقت إلى تليف كبدى، وفى بعض الحالات قد تؤدى إلى سرطان الكبد.. والعوامل التى تساهم فى ظهور التدهن الكبدى تشمل زيادة الوزن والسمنة والإصابة بمرض السكر وزيادة نسبة دهون الدم، خاصة الدهون الثلاثية، كما أن الإسراف فى تناول المشروبات الكحولية يلعب دورًا كبيرًا.

ويبقى السؤال المهم: وما العمل؟

أولا.. عمل مسح شامل للأطفال من سن 10 سنوات أو عند البلوغ أيهما أقرب، وإعادة المسح كل عامين.

ثانيا.. إحياء مشروع الكشف المبكر عن السكر، والذى بدأته مع وزارة الصحة منذ عام 2003، وتعميمه على جميع المستشفيات العامة من أجل التشخيص المبكر واكتشاف حالات ما قبل السكر.

ثالثا.. اتخاذ إجراءات رادعة وسريعة لمنع الإعلانات عن الأغذية كثيفة السعرات فى كل وسائل الإعلام، ومنع بيعها تماما داخل المدارس وأمامها وفى الجامعات.

رابعا.. التشجيع على ممارسة الرياضة وجعلها جزءًا أساسيًّا فى اليوم الدراسى، ويكافأ المواظبون عليها بدرجات إضافية مع توفير عدد كاف من الساحات الشعبية فى كل المحافظات لممارسة الرياضة..  إن أطفالنا وشبابنا فى خطر، وعلينا أن نتكاتف جميعًا لحماية مستقبل مصر.

المصدر

بقلم صلاح الغزالي حرب

تواصل مع فريق عمل أثر بالضغط هنا