دعامات شرايين القلب التاجية.. (مراجعة علمية) بقلم ليلي إبراهيم شلبي

دعامات شرايين القلب التاجية

دراسة في فرامنجهام لأمراض القلب تعد علامة فارقة في تاريخ الطب فقد بدأت عام ١٩٤٨ في مدينة فرامنجهام بولاية ماساتسوتس الأمريكية ومازالت قائمة ومستمرة حتي الآن، بدأت بدراسة أصول ٢٥٠٩ الصحية من سكان المدينة وهي الآن في الجيل الثالث من أولئك المشاركين، الدراسة تبناها المعهد الوطني للقلب والرئة والدم بالتعاون مع جامعة بوسطن.

قبل أن تبدأ في الظهور نتائج دراسة فرامنجهام لم يكن العالم يعلم أي شيء عن تداعيات ارتفاع ضغط الدم أو أمراض تصلب الشرايين ولم تكن هناك فكرة واضحة عن العديد من المعلومات التي يحرص عليها الآن الإنسان العصري، قبلها لم يعرف الإنسان علي سبيل المثال علاقة الغذاء بالأمراض المزمنة أو أثر التمارين الرياضية علي الدورة الدموية أو الأدوية الشائعة ودورها في العلاج أو الوقاية مثل الأسبرين، وكان لها فضل تعريف العالم بمعني كلمة كوليستيرول التي أصبحت الآن مفتاح المعرفة لأمراض شرايين القلب والعقل.

   

ربما تفيدك قراءة: أولادنا القُصَّر والمواقع الإباحية .. بقلم د. خليل فاضل

   

منذ بدأت تجربة فرامنجهام الفريدة وهي تمد العالم بمعلومات هي بلاشك كانت دائما حجر الزاوية في كل بروتوكولات العلاج والوقاية من أمراض القلب والشرايين، بل أيضا كانت وراء تراجعات متعددة أو بمعني أكثر دقة خطوات لتصحيح المسار أو تدارك الأمور في ضوء معلومات أكثر دقة وتفاصيل تتضح بمرور الوقت وتراكم الخبرات.

هذا في الواقع ما حدث بشأن «الكوليستيرول» فقد ظل الاعتقاد السائد أن المسئول الأول عن تكوين جلطات شرايين القلب التاجية وبالتالي يجب إلي جانب الأدوية التي تعمل علي تخفيض قدره في الدم أن يتوقف الإنسان تماما في طعامه عن كل ما تتسبب في ارتفاعه.

ظل الأطباء ينصحون دائما بالابتعاد عن تناول أطعمة منها البيض والزبد ومنتجات الألبان واللحوم وغيرها حتي كشف العلم أخيرا أن الكبد يصنع دونما أي تدخل من الإنسان نسبة تصل إلي ثمانين بالمائة من إجمالي الكويستيرول في الدم. وأن الطعام يمد الإنسان فقط بعشرين في المائة من الكوليستيرول.

لذا راجع الأطباء توصياتهم وكان أن سمحوا بما ظلوا لفترة طويلة يمنعونه. أصبح من حق المريض أن يتناول البيض والزبد والجمبري بقدر لا يسبب له الشعور بالحرمان بسبب الخوف من المرض.

هذا الشهر تأتي توصية جديدة من كلية الأطباء الملكية الأمريكية بإعادة النظر في استخدام القسطرة وتثبيت الدعامات حتي أن الأطباء تصوروا أنهم أصحاب اليد العليا علي الجراحين فتراجعت أعداد عمليات القلب المفتوح لاستبدال الشرايين لتحل محلها تقنية تثبيت الدعامات. بالطبع تطورت صناعة الدعامات حتي أصبحت صناعة ضخمة تجني من ورائها الشركات الثروات الضخمة.

دراسة عالمية موسعة تم إجراؤها وساهمت فيها الكثير من بلاد العالم ومنها مصر أطلق عليها ischemia.

جاءت لتأكد أنه ليس هناك أي أفضلية لاستخدام الدعامات علي العلاج بالأدوية في حالة أمراض القلب المستقرة والتي لا يعاني فيها المريض من آلام الصدر أو ما يطلق عليه الذبحة الصدرية غير المستقرة.

نستمد تلك الدراسة العلمية مصداقيتها من عدد المرضي الهائل الذي شارك في الدراسة. ومن أسلوب للبحث دقيق غطي مراكز علمية وطبية متعددة.

ربما تفيدك قراءة: إصلاح التعليم - الحقائق والآفاق .. بقلم أحمد جمال الدين موسى

 

   

الواقع أن تلك الدراسة تأتي في موعدها تماما فقد كان الأمر محل نقاش دائما بين أطباء القلب في مصر والذي كان منهم من يري أن هناك الكثير من المبالغة وسوء استخدام لتلك التقنية الباهرة إذا ما تم استخدامها فقط حين الحاجة إليها.

لكن الواقع أنها تحولت إلي تجارة رابحة للمشاركين فيها يجنيها أصحاب الصناعة ويدفعها صاغرا إما المريض أو الدولة خلال قرارات العلاج علي نفقة الدولة.

جاءت تلك الدراسة المهمة بدعوة لترشيد استخدام دعامات الشرايين التاجية وأظنها إن شاء الله تلقي قبولا ودعما من الأطباء أصحاب الرسالة والمراكز العلمية والطبية في مصر التي تنتهج العلم وتتبعه طريقا.


بقلم / ليلي إبراهيم شلبي


تواصل مع فريق عمل أثر بالضغط هنا.