كل يوم تطالعنا الصحف والمواقع الإليكترونية علي عمليات دجل وشعوذة بالمئات يتعرض لها أصحابها لعملية نصب مرتبة ومقننة بشكل باتت جميع الحيل لإنهاء مثل هذه العلميات ضرب من الخيال.
ولم تقتصر أعمال السحر والدجل والشعوذة على استخدام المقابر، وانتهاك حرمة الموتى مثلما قرأنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا في مدافن قبلي وبحري ، وإنما قرر المشعوذون تطويع التكنولوجيا الحديثة والمتطورة لأعمالهم الإجرامية، عبر إنشاء صفحات على الفيس بوك متخصصة فى الدجل والشعوذة.
وعلى طريقة فيلم "البيضة والحجر" للراحل أحمد زكي ، بدأ الدجالون استقطاب الزبائن من السوشيال ميديا، زاعمين قدرتهم على جلب الحبيب وحل مشاكل العنوسة، وزواج الفتيات فى أقرب وقت، وفك المربوط، وزيادة الرزق، فضلاً عن القدرة على الانتقام من الخصوم، خاصة بين السيدات والانتصار على الحموات أو العكس، وغيرها من العروض الواهية للمشعوذين.
واستخدم الدجالون صفحات عديدة للترويج لأعمالهم واستقطاب الزبائن، على طريقة ما يطلق عليها "أم خديجة المغربية"، وأبو " محمد الهندي " حتى تبارى البعض عليهم للتعامل معهم، أملاً فى حل مشاكلهم أو الانتقام من خصومهم.
"الشات" كان وسيلة المشعوذين للتعامل مع الزبائن، والاتفاق على الأموال أو "البركة" كما يطلقون عليها، وذلك من خلال تحويل الأموال لهم، أو منحهم أرقام "كروت شحن" لهواتف محمولة، فالأهم الحصول على الأموال بأية وسيلة وطريقة.
هذه الصفحات الإجرامية، التي تستخدم الجريمة الإلكترونية، وتجمع الأموال من الناس بالباطل، لم تكن بمنأى عن أعين الشرطة، التي تلاحق دوماً مثل هذه الجرائم من خلال مباحث الإنترنت، حتى نجحت خلال أسبوع واحد فى ضبط 124 قضية متنوعة بينها "سحر ودجل وشعوذة".
لكن أهم ما يلفت الأنظار أن جميع من يلجأ إلى أعمال السحر والشعوذة هم من فئة ضعاف النفوس أعمى الغل والحقد قلوبهم، فلجئوا للسحرة والدجالين أملاً فى حل مشاكلهم أو الانتقام من غيرهم، دون النظر لاعتبارات دينية أو أخلاقية، فالأهم تحقيق المراد مهما كانت الوسائل... فهل الدجال يستطيع فك المربوط وربط المفكوك أم ان الأمر نصب في نصب .. يا ساده ، استقيموا يرحمكم الله.