ستة خطوط تجارة عالمية تمخر آسيا كالبحر الهادئ نحو الغرب العربي الإسلامي.. الغرب باعتبار الوافد هذه المرة هو الصقع الصيني من أقصى شرق العالم إلى أقصى غربه، مرورًا بالوسط المكتفي بإبداء الدهشة منذ تخلى عن قيادة العالم بعد ثلاثة عشر قرنا، ومنذ قرنين فحسب.
ستة طرق من ميناء "غوادر" الباكستاني على شفة خليج عمان الشرقية في أقصى جنوب العالم اليابس، إلى عباب المحيط المنثال الشمالي بعد إذ كان المحيط القطبي المتجمد، وكأن خارطة العالم تعتدل للصين في جلستها، لا بحارًا وبسيطةً فحسب؛ بل ومناخًا أيضًا.
ثَمَّ أربع طرق تجارةٍ بين هذين الخطين تجعل من 64 أربعٍ وستين دولة على الأقل، لاحظ أن أكثرها مسلمون! تعمل حاملي بضائع في "سوق الصين العظيم". لاحظ أيضًا في هذا العنوان المبتكر أننا لم نزد على استبدال "قافٍ" بـ"راء"، وهذا هو كل ما كان يمنع الصين من غزو العالم تجارة، وأتنبأ بأنها ستغزوه قتالا عنيفًا وقتلا ذريعا، كانت هي نفسها يأجوج ومأجوج -كما أتوقع- أو لم تكن.
عام 2013م زار رئيس الصين كازخستان ليطلق مبادرة "البناء المشترك للحزام الاقتصادي لطريق الحرير القديم"، وليطلق -من ثم- شعار: "حزام واحد وطريق واحد"، وبهدف السيطرة على التجارة العالمية ويشقق آسية الواسعة بأربع طرق، ويحزمها بطريقين من شمالٍ وجنوب، وليطوق من ثم- أوربة وأفريقية، وليغزو الأمريكتين عبر الطريق الأطول البري؛ فعبر شبكات الطرق والموانئ والسفن وسكك الحديد وأنابيب الغاز والنفط أنابيب الطاقة وأسلاك الكهرباء، ومن خلال تسخير العالم الشرقي الأدنى للصين مالا وجهدا و"تشغيلَ دماغٍ"، وبحسب "فورين بوليسي" تهدف الصين إلى تسهيل -وأنا أقول: "تسخير"- 65 بلدًا -أؤكد: معظمهم مسلمون بلهاء- حيث تعاني الصين اليوم من فوائض إنتاج في قطاعات الصلب والإسمنت ومواد كثيرة.
ترصد الصين فقط لمشروع "الحزام والطريق" 60 مليار دولار، لتمول تجارة بجم 913 مليارًا، ويتسابق العالم الأحمق إلى تمويل هلاكه؛ فهذا البلد يمهد ذلك الطريق، وذلك البلد يعيد بناء هذا الميناء، حتى إن قطر لتمول تطوير ميناء "غوادر" الباكستاني بـ15% من قيمة التطوير؛ لتعبر الصين على بطنهما إلى غزو العالم.
تبني الصين الشيوعية الملحدة 56 منطقة تعاون اقتصادي في 20 بلدا، والعالم فرحٌ ويضحك بسماجة ويتحمس!! فقد حصل على 1.1 مليار دولار ضرائب، و180 ألف وظيفة، وتتسابق 100 دولة -وما أكثر الدول الأسماء!- في اللحاق بما يرونه تغيير قواعد نظام الاقتصاد العالمي، ونحن نحذرهم.
قال الله تعالى -في خواتيم سورة الأنبياء (الآية: 96)-: {حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ}، وأنا داعيك الآن إلى أن تقف في أي وادٍ من أودية آسية الفسيحة فتنظر من أي اتجاهٍ مستشرفا كل حدبٍ –وهو: المرتفع من الأرض، قاله ابن عباس وعكرمة وأبو صالح والثوري وغيرهم>
وهذه صفتهم في حال خروجهم؛ كأن السامع مشاهدٌ لذلك (ينظر: "تفسير الطبري" عند تفسير الآية المذكورة)- فماذا ترى غير صينيِّ؟ هو اليومَ شيءٌ مصنوع، ولكنه غدًا رجل شيوعيٌّ وملحد، ذو وجهٍ كأنه المجنُّ المطرَّق. لا تنس أن الصينيين لم يناقشوا في إلحادهم وشيوعيتهم، ولابد أنهم سيلقون حرابهم في وجه السماء إذا ما احتكوا بشعوب الأرض فغاظهم توجه تلك الشعوب -وهم في الغالب مسلمون- إلى الله بالعبادة، وإذ هؤلاء الصينيون لا يعرفون إلهًا غير المال والعمل، فهل هم يأجوج ومأجوج؟ المؤكد أنهم من كل حدبٍ ينسلون.