أربع محاولات صليبية لقطع مياه النيل عن مصر .. بقلم أحمد شيخون

أربع محاولات صليبية لقطع مياه النيل عن مصر

كانت المحاولات الصليبية واليهودية المستمرة لحرمان مصر من مياه نهر النيل ، ولا تزال، مستمرة حتي تاريخ كتابة هذه السطور من خلال المحاولات المستميتة لوضع العراقيل والمشروعات التي تحد من نصيب مصر من مياه نهر النيل رغم انها دولة المصب.

وقد كان حرمان مصر من مياه النيل هدفا قوياً لكافة القوي الأوربية المعادية، التي فكرت في منع النهر من الوصول إلي مصر لتعطيش وتجويع المصريين، وهذه بعض الوقائع توضح كيف أن منع وصول النيل إلي مصر كان هدفا قديما للصليبية الغربية وسنحاول من خلال هذه المقال ان نسرد كافة المحاولات التي جرت لتعطيش أبناء الشعب المصري من حقهم التاريخي من مياه النيل والتي كان أبرزها.

الواقعة الأولي

في بداية القرن السادس عشر مع قدوم البرتغاليين إلي المنطقة حيث لم يكتف الاستعمار البرتغالي بخنق مصر اقتصاديا وضرب الملاحة في المحيط الهندي، والقضاء علي الحركة التجارية للعرب والمماليك؛ ففكروا في تعطيش المصريين وحرمانهم من النيل!

ففي عام 1513 دخل القائد البرتغالي البوكيرك البحر الأحمر وقال في مذكراته إنه اتفق مع ملك الحبشة -الذي تحرق شوقا- لتحويل مجري النهر ليحرم مصر من الماء، وانتظر في جزر كمران لحين وصول مجموعات كبيرة من العمال التي طلبها من جزر ماديرا لقطع صخور البحر الأحمر وتحويل مجري النيل الأزرق.

لكن أحلام البوكيرك تحطمت عندما قرر التوجه إلي جدة لغزو المدينة المنورة ونبش قبر النبي محمد صلي الله عليه وسلم، لمساومة المسلمين علي مبادلة الجثمان الشريف بكنيسة القيامة بالقدس، حيث جاء العقاب الرباني وهاجت العواصف علي الحملة ودمرت بعض السفن، وشاهد البرتغاليون شهابا لامعا يخرج من ناحية الحجاز، يشع منه وهج ولهب توقف فوق الأسطول ثم اتجه ناحية الحبشة، فسيطر الرعب علي البوكيرك وجنوده، فقرر الرجوع الي الهند مذعورا، وكتب هذه الواقعة في مذكراته.

الواقعة الثانية

اتفق لويس الرابع عشر ملك فرنسا عام 1705 مع ياسو ملك الحبشة علي تحويل مجري النيل الأزرق، وأرسل المسيو لانوار دي رول محملا بالهدايا للقيام بالمهمة فأرسل المصريون إلي مملكة سنار السودانية فتم اعتراضه وقتله ومن معه، وكانت الواقعة سببا في حرب بين الحبشة وسنار انتهت بهزيمة الأحباش.

الواقعة الثالثة

أثناء النزاع بين مصر وإثيوبيا في عهد الخديوي سعيد علي الحدود الشرقية للسودان كتب القنصل الفرنسي في مصر بنديتي في رسائله إلي حكومته في نوفمبر 1856 أن الامبراطور الإثيوبي تيودور يهدد بالإغارة علي السودان المصري ويريد تحويل مجري النيل حتي يجعله صوب البحر الأحمر!

الواقعة الرابعة

مع الاستعمار الحديث بعد سيطرة الإيطاليين علي الحبشة عام 1936 حيث فكروا في تحويل مياه النيل الأزرق إلي البحر الأحمر ومنعها من الوصول الي مصر، لكنهم اصطدموا بالتضاريس التي جعلت عملية التنفيذ ليست بالسهولة التي توقعوها، كما أن الإنجليز الذين كانوا يحتلون مصر لم يمهلوهم وتدخلوا وأخرجوا إيطاليا من إثيوبيا عام 1941.


بقلم / أحمد شيخون


تواصل مع فريق عمل أثر بالضغط هنا.